الآن وبعد عام من الزواج، لقد أصبحت أباً للمرة الأولى. وبغض النظر إذا كان هذا ما خططت له أم لا، فإن شعور الأبوة هو أكثر من رائع، وستستمتع بكل اللحظات التي تقضيها مع طفلك، وكأن جزءاً من كيانك انقسم وبدأت تشاهده أمامك ينمو ويكبر، وتحتاج لتعتني به.
وكل وقت تقضيه مع طفلك الجديد، هو وقت تستعيد فيه براءتك وحاجاتك الأولى، وتمارس مهاراتك في الحنو والعطاء والمرح أيضاً.
ستشعر بأن كل عمل يقوم به هو عجيب في حد ذاته وكأنه لم يحدث من قبل، وستبدأ بالانشغال بكل أموره، وتحضيراته وما يحتاجه، وستستمتع كما لم تفعل من قبل بما يمكن أن تهديه له أو تشتريه لأجله.
ولكن عليك أن تنتبه، فمشاعر الأبوة قد تأخذك بعيداً، وقد تسرف في بعض التصرفات والمخاوف، وتتحول حياتك إلى جحيم، وتنشأ العديد من الصراعات في المنزل، عليك أن تستوعب أن هذا الطفل لن يكون ملكاً لك وحدك، وهو ليس سيارة جديدة ولا حلة جديدة ستستمتع بها، هو أيضاً مسؤولية عليك أن تفهم تماماً أي جزء منها ستتحمل، وما الخطوط الحمراء في تعاملك مع هذا الكائن الصغير والضعيف.
أولاً: العناية بالطفل أمر يحدد طرق وأساليب الأم
مهما كانت عاطفتك تجاه هذا الكائن، فإنك لن تصل لرتبة الأمومة التي حبى الله بها أمه، حيث إن العلاقة بينه وبينها نشأت من قبل الميلاد والحمل بكثير، وترعرعت ونمت قبل أن تراه عيناها، لذا عليك أن لا تعتدي بفرض معاييرك على الأم، بل الاستماع للمعايير التي تضعها هي، تذكر في هذه المسألة تحديداً هي المدير وليس أنت.
لا تملي عليها الأوامر حسبما سمعت من أمك وأختك، ولا تفرض عليها اتباع أساليب معينة؛ لأن هذا يهين أمومتها ويكدر صفوها، والذي سيؤثر على الطفل بالمقابلة.
ثانياً: كن مساعداً
كون الأم هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن رعاية الطفل لا يخليك من مسؤوليتك؛ لأن عليك أن تكون مساعداً لها، تقدم لها الخدمة متى احتاجتها.
فإذا طلبت منك أن تخفض الإضاءة أثناء إرضاعها الطفل، فهب لذلك فوراً دون تأفف، وإن طلبت منك كوباً من الماء فهذا ليس لأنها تقصد إهانتك، وإنما لأنها بحاجة لشرب الماء، بينما تضع ابنها بين ذراعيها.
حضر لها وجبات رئيسية مفيدة، وكن أنت المدير عليها فيما يتعلق بصحتها وصحة الطفل؛ لأنه بحاجة لترميم ما فقدته خلال الحمل، كما أن طفلك بحاجة للغذاء الجيد أثناء الرضاعة.
ثالثاً: حدد وقتاً لقضائه مع طفلك
في بعض الأحيان وحتى وإن اعتقدت أن طفلاً في عمره أضعف من أن تحمله، أن تداعبه، وأنه في هذه الفترة بحاجة لأمه فقط، فأنت مخطئ، فلن تصدق أن الطفل حتى في عمره الأول يشعر بوالده ويستطيع أن يميز رائحته وصوته.
لذا كن إلى جانب طفلك، وأعقد صداقتك معه منذ الآن، حدثه وقص له حكاية، بل وإذا كان من ضمن غذائه الحليب الصناعي، فلا مانع أن تقوم بإرضاعه، والنظر إلى عينيه بشكل مباشر، بحيث يشعر بحنانك وعطفك وتتوطد العلاقة بينكما.
رابعاً: لا تداعب طفلك في أشهره الأولى
ويفضل أن لا تقوم بحمله إلا باستخدام وسادة مخصصة لحمل الأطفال ومعانقته واحتضانه؛ لأنك قد تؤذيه دون أن تشعر.
خامساً: بإمكانك أن تقبل ولدك كما تريد
لكن ليس على الوجه، كما لا تقبل أن يقبل أي أحد طفلك عدا الأم على وجهه، فقد اتفقنا مسبقاً أنك لا تحدد لزوجتك ما تفعل، بل هي من يضع المعايير، فالطفل والأم خلقا من ذات التكوين، وهي بالعادة لا تنقل الجراثيم لأطفالها خاصة في هذا العمر، ولكن راعِ أنك أنت تزال تعد بالنسبة له جسماً غريباً، وتقبيلك لوجهه قد يتسبب له بظهور الطفح والفطريات.
سادساً: عرض طفلك للشمس لمدة لا تقل عن 10 دقائق يومياً
كوننا نعيش في مناطق حارة وعلى الأغلب يتجنب الكثير منا فتح النوافذ تجنباً للحرارة أو للأجواء المتقلبة، فحاول أن تجد لطفلك زاوية صغيرة تنبعث منها أشعة الشمس، ويستطيع الحصول منها على فيتامين "د".
سابعاً: لا تسرف كثيراً في شراء ملابس الخروج لطفلك
ركز على ملابسه الداخلية وكونها مصنوعة من القطن الخالص ليس أقل من 100%، بحيث تحفظ حرارة الطفل وتجنبه التحسس.
ثامناً: حاول أن تفهم وتتفهم أي وضع صحي لطفلك
ساعد زوجتك على العناية به حسب أدق التفاصيل التي سردها لكم الطبيب، عليك في هذه الفترة أن لا تقول لا أبداً للأطباء ولا تستمع لنصائح الناس وتقبل تدخلاتهم، بل اتبع أية نصيحة يخبرك بها الطبيب دون أدنى تشكك؛ لأن هذا العمر حساس جداً.
تاسعاً: حمام الطفل
يجب أن يكون فاتراً جداً؛ لأن جسمه رقيق جداً ويتأثر بالحرارة أكثر من غيره، ويفضل أن تقوم بتدليكه بزيت الزيتون بحيث ترطب بشرته وتمده أيضاً بفيتامين "د"، وتقوي عضلات جسمه بواسطته، لا تسرفوا في حمام الطفل، يكفي كل يومين، فالطفل في هذا العمر جسمه نظيف دائماً، المهم أن تنظفوا رقبته وكفيه وقدميه، وتحت إبطيه، بواسطة منشفة قطنية ناعمة يتم تبليلها بالماء الدافئ، ولا بأس باستخدام المحارم الورقية المبللة الخالية من الكحول والناعمة على جسم الطفل.
عاشراً:
ابتعدا كلاكما عن الحديث بصوت عالٍ أو تشغيل التلفزيون أو أي جهاز فيه ذبذبات أو ترددات ميكرومغناطيسية أو إلكترونية قريبة من الطفل بأكثر من 10 أمتار، فهذا يجعله عصبياً ويصيبه بالتوتر.
الحادي عشر: تجنب تماماً هز الطفل في هذا العمر
بإمكانك فقط أن تحضر له مهداً خاصاً قابلاً للهز الناعم، بحيث لا يؤثر على رأسه وتحريكه يمنة ويسرة دون مبالغة في ذلك، بل برقة بالغة بحيث يشعر الطفل بالنعاس.
الثاني عشر: تجنب في هذه الفترة الخروج كثيراً من المنزل
لا تجبر زوجتك على الخروج معك وترك صغيرها، أو حتى اصطحاب الطفل معكما وتعريضه للمخاطر ولإزعاجات السيارات، ومشاكل الطرق وتقلبات الجو، فمن المهم المحافظة على حرارة جسم طفلك في حالة مستقرة، ويفضل أيضاً شراء ميزان حراري للغرفة وللسوائل؛ لملاءمة أجواء الغرفة، أو درجة حرارة الماء الذي يتم تحميم الطفل به.