الأعشاب والبهارات هي حبل النجاة لأي شخص يعتمد الحميات، فهي تقدم النكهات من دون سعرات حرارية. لكن تأثير الأعشاب والبهارات لا ينحصر فقط بالنكهة، التي تسهل مهمة اعتماد أنظمة غذائية صحية، ولا بمساهمتها في حرق الدهون وتسريع عملية الأيض فحسب، بل لها تأثيرها السحري على صحة العقل أيضاً.
الفوائد العديدة هذه تطال الذاكرة، وتقلص مستويات التوتر والقلق، وحتى أن بعضها له دوره الفعال في الحد من نسبة الإصابة بالأورام الدماغية.
الكركم
فوائد الكركم معروفة بشكل عام، فهو يستخدم منذ مئات السنوات لعلاج مجموعة من الأمراض. لكن تأثير الكركم يطال الصحة العقلية أيضاً؛ اذ يساعد في التغلب على الاكتئاب، كما يقي من الأورام السرطانية؛ لاحتوائه على مادة «كيوكيومين».
ومؤخراً أثبتت الدراسات دوره الكبير في منع أو إبطاء تطور مرض ألزهايمر. ألزهايمر هو نتيجة إصابة الدماغ بالتهاب، وبما أن الكركم يحتوي على مواد مضادة للالتهابات وللأكسدة فإن الاستهلاك اليومي أفضل وسيلة لمنع ظهور ألزهايمر وتحسين الذاكرة. الكركم يساعد أيضاً في إزالة تراكم المواد الدهنية في الدماغ؛ ما يعني تحسن تدفق الأوكسجين، وبالتالي صحة أفضل للدماغ.
البقدونس
أكدت دراسة صدرت مؤخراً ان الفلافونويد الخاص بالبقدونس، وهو مجموعة من المركبات العضوية القابلة للانحلال في الماء ينتجها الاستقلاب الثانوي للنبات، ويسمى إبيغينين يعزز قوة الراوبط بين الخلايا العصبية بين الخلايا الجذعية بصيغتها الخام، والتي هي مسؤولة عن إنتاج خلايا متخصصة تتحول لاحقاً إلى خلايا عصبية. الأمر هذا يساعد على التخلص من الاكتئاب، ويحمي من مرضي ألزهايمر وباركنسون.
المريمية
المريمية نبتة من عائلة النعناع ويعود استخدامها في الطب إلى ما قبل ميلاد المسيح بفترة طويلة جداً. معروفة بقدرتها على تحسين الذاكرة، حماية الدماغ من مرض ألزهايمر، وتقوية الجهاز العصبي ككل، وخلافاً للمهدئات فهي مفيدة للمصابين بالقلق والوهن العصبي والرجفة العصبية. المواد التي تحتويها المريمية تعمل على حماية المادة الكيميائية أستيل كولين، والتي هي ضرورية جداً للذاكرة.
البابونج
المشروب المفضل لدى الجميع لتهدئة الأعصاب له فوائد عديدة أخرى أيضاً . البابونج يحتوي على ثنائيات كيميائية تؤثر على مستقبلات الأعصاب، وتقلل من مستويات القلق والتوتر والخوف. تأثير البابونج أقوى بأشواط من تأثير المهدئات العصبية، لكنه خلافاً لهذه العقاقير فهو لا يتلاعب بكيمياء الدماغ كما لا يسبب الإدمان. البابونج يرفع أيضاً من مستويات الجلايسين في الجسم، وهو حمض أميني يهدئ الجسم من خلال تأثيره على العضلات والأعصاب.
إكليل الجبل
إكليل الجبل له فوائد عديدة جداً وذلك لاحتوائه على مواد مضادة للالتهاب والأكسدة؛ ما يوفر حماية للدماغ من مرض ألزهايمر. كما أنه يحسن الذاكرة ويحمي الخلايا العصبية وخلايا الدماغ. العشبة هذه أيضاً تنشط الدورة الدموية إلى الدماغ، وبالتالي تزود الدماغ بالأوكسجين والمواد الغذائية. إكليل الجبل يقضي على الجذور الحرة التي تلعب دوراً كبيراً من تدمير الخلايا العصبية، وتسريع شيخوخة الدماغ والجسم.
باكوبا
العشبة الهندية هذه لها تأثيرها السحري على مضاعفة الذكاء من خلال زيادة درجة التركيز الذهني. تحتوي على مضادات الأكسدة، وبالتالي تحمي الدماغ وتحد من أضرار الإجهاد وآثاره على الدماغ. وقد أكدت الدراسات أن العشبة هذه تقوي الذاكرة قصيرة الأمد.
الزعتر
الزعتر يحتوي كما البقدونس على «إبيغينين»، التي تعزز الاتصالات بين خلايا الدماغ، وتساعد على الحد من الاضطرابات العصبية. كما أنه يجعل الاتصالات بين الخلايا العصبية الحديثة التي تعرف بنقاط الاشتباك العصبي أقوى ما يؤثر إيجاباً على الذكراة والقدرة على التعلم وزيادة نسبة الذكاء. الزيوت الموجودة في الزعتر ترفع من مستويات أوميغا ٣ المسؤولة عن حماية الدماغ، وبالتالي تقيه من الخرف.
الفلفل الأسود
يحتوي الفلفل الأسود على مادة بيبيرين، التي تمنح نكهته اللاذعة والتي تحفز إندروفين بيتا في الدماغ الذي بدوره يحسن القدرات الإدراكية. إندروفين بيتا يؤثر أيضاً على الناقلات العصبية، ويساهم في تحسين المزاج والتخلص من التوتر والقلق. يحتوي على إنزيم يساعد على تحطيم السيروتونين في آلية مماثلة تماماً للأدوية، التي تعالج الأمراض العصبية. الدراسات تؤكد أن مساهمة الفلفل الأسود بخفض الدوبامين يحمي الدماغ من مرض باركنسون.
الكمون
يحتوي على معدلات عالية جداً من مضادات الالتهابات والأكسدة، ما يعني أنه يقلل من إمكانية إصابة الدماغ بالالتهابات، وبالتالي الأمراض الدماغية. في دراسة نشرت مؤخراً تبين أن الكمون يمكنه أن يحسن الحس الإداركي، وبالتالي زيادة التركيز الذهني وتقوية الذاكرة. الكمون مؤثر لدرجة أنه يمكن الحصول على فوائده العديدة ليس فقط من خلال تناوله، بل من خلال شمه أيضاً.