اكتشف فريق دولي من علماء الكيمياء الجيولوجية من روسيا وفرنسا وألمانيا محيطا هائلا قديما يقدر عمره بـ2.7 مليار سنة.
لكن هذا المحيط غير مناسب للسباحة ولا للإبحار لأن مياهه تبقى منحصرة في البنى البلورية للمعادن منذ تكوينه في حقبة الأركي (الدهر السحيق).
وتشكل الحوض الكامن الذي يقع على عمق 410-660 كيلومتر في باطن الأرض في ظروف الضغط الشديد ودرجات حرارة عالية تصل إلى 1530 درجة مئوية، ويفوق حجمه المحيط العالمي بأضعاف.
وقد توصل العلماء إلى هذا النتائج التي نشروها في مجلة Nature عن طريق تحليل كمية الماء المحصور في عينات الحمم البركانية المتجمدة، التي عثر عليها في أراضي كندا.
واكتشف الفريق أن معدن الأوليفين، وهو المعدن الأساسي في الغشاء الأرضي يحتوي على 0.6 بالمئة من الماء، وهذه الكمية أكبر بعشرات المرات مما كان يعتقد.
وسمح الاكتشاف للباحثين بتقدير احتياطات الماء الكامنة تحت سطح الأرض في "منطقة العبور" الواقعة بين غشائي الأرض السفلي والعلوي.
ويظن العلماء أن هذه المنطقة كانت في الماضي البعيد مصدر المياه الرئيس للمحيطات على سطح الأرض.
وقال أليكساندر سوبوليف كبير الباحثين في فريق العمل: "أثبتنا بذلك أن حوض المياه الضخم الذي لا يقل حجمه على الأرجح عن حجم المحيط المعاصر كان موجودا بالفعل داخل الأرض في أعماق 410-660 كيلومتر منذ 2.7 ملايين سنة".
وسبق أن اشتبه العلماء بوجود المياه تحت سطح الأرض، غير أن الدراسة التي أجروها مؤخرا أتاحت لهم تحديد عمرها وحجمها، فضلا عن الحصول على أدلة قاطعة على وجودها.
لكن يبقى السؤال: كيف تراكمت هناك هذه المياه؟